وإلا لو عرفه لكفاه وشفاه عن المخلوق وهذا معنى قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية1.

ويقول الشيخ في بيانه سبب الشرك: "لأن الناس يعرفون الرجل الصالح وبركته ودعاءه فيعكفون على قبره ويقصدون ذلك فتارة يسألونه وتارة يسألون الله عنده. وتارة يصلون ويدعون الله عند قبره، ولما كان هذا بدء الشرك سد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الباب. ففي الصحيحين أنه قَال في مرض موته " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا2الخ.

وسيأتي هذا الحديث للاستدلال به وبغيره من الأدلة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سد أبواب الشرك. وقال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي: "والغلو في الصالحين لا شك أنه هو الباب المفضي إلى الشرك قديما وحديثا.

فالغلو فيهم هو مجاوزة الحد بأن يجعل للصالحين من حقوق الله الخاصة به شيء، فإن حق الله الَّذي لايشاركه فيه مشارك، هو الكمال المطلق، والغنى المطلق، والتصرف المطلق، من جميع الوجوه، وأنه لا يستحق العبادة والتأله أحد سواه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015