ويستدل الشيخ بمفهوم الإله عند العرب وعند أهل العلم وأنه المعبود وأن صفة الله بالإله صفة يختص بها لا يشركه فيها غيره ولذا كان قول: لا إله إلا الله والعمل بمقتضاها هو الدخول فى التوحيد المطلوب والتحقق به. لأن الله تعالى هو الإله الحق الذي لا إله حقيقة إلا هو، ومعنى أنه الإله أى المألوه، والمألوه هو أعلى الغايات عند المسلم والكافر، إلا أن الكافر يزعم أن الله هو الإله الأكبر لكن معه آلهة أخرى تشفع عنده، والمتكلم ممن يدعى الإسلام جنى عليه اعراضه عن الوحى وإقباله على معقولات البشر فضل عن معرفة معنى الإله فظن أن معنى الإله هو القدرة على الخلق. ثم قال التوحيد لا يتم إلا بنفى الصفات فنفاها فصار الكافر أعقل منه، أما المسلمون حقا فأجمعوا مع الأنبياء فى إجماعهم على أن الإله وصف يختص الله به وهو الجامع لصفات الكمال فانه يدل على العلم العظيم والقدرة العظيمة وهاتان الصفتان أصل جميع الصفات- كما قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} (الطلاق: آخرها) .
وقال الشيخ: "فمن أنكر الصفات فهو معطل والمعطل شر من المشرك ولهذا كان السلف يسمون التصانيف فى إثبات الصفات كتب التوحيد وختم البخارى صحيحه بذلك- قال: كتاب التوحيد ثم ذكر الصفات بابا بابا.