والملائكة وغيرهم يقولون إن الله يرضى هذا ويشفعون لنا عنده، فكذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله سبحانه يستدل عليهم باقرارهم بتوحيد الربوبية على بطلان مذهبهم هذا، لأنه إذا كان هو المدبر وحده وجميع من سواه لا يملكون مثقال ذرة فكيف يدعون معه غيره مع إقرارهم بهذا؟ 1.

وكذلك المنازعون للشيخ فى التوحيد هم يقرون بتوحيد الربوبية لكنهم قد أضافوا على اقتصارهم فى التوحيد على الربوبية دون الإلهية دعوى أنهم إذا قالوا لا يخلق ولا يرزق ولا يضر ولا ينفع إلا الله فقد قالوا بمقتضى لا إله إلا الله كما يقولونها بألسنتهم. ومن هنا صار الشيخ يبين التوحيد، والفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وأنه لا نزاع فى توحيد الربوبية.

قال الشيخ مستدلا على منازعيه بما أقروا به: "فإذا قيل لا خالق إلا الله لا يشاركه فى ذلك ملك مقرب ولا نبى مرسل، وإذا قيل لا يرزق إلا الله فكذلك فاذا قيل لا إله إلا الله فكذلك"، ثم قال الشيخ يخاطب بعض من يراسلهم: " فتفكر رحمك الله فى هذا واسأل عن معنى الإله كما تسأل عن معنى الخالق والرازق، واعلم أن معنى الإله هو المعبود، وهذا هو تفسير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015