ونفاها عن محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل وغيرهما أن يكون لهم منها مثقال ذرة من خردل فاعلم أن هذه الألوهية هي التي تسميها العامة في زماننا السر والولاية، والإله معناه الولي الذي فيه السر، وهو الذي يسمونه الفقير والشيخ تسميه العامة السيد وأشباه هذا. وذلك أنهم يظنون أن الله جعل لخواص الخلق عنده منزلة يرضى أن يلتجىء الإنسان إليهم ويرجوهم ويستغيث بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله، فالذين يزعم أهل الشرك في زماننا أنهم وسائطهم هم الذين يسميهم الأولون الألهة والواسطة هو الإله، فقول الرجل: لا إله إلا الله، إبطال للوسائط.
إذا عرفت هذا عرفت معنى: "لا إله إلا الله " وعرفت أن من دعا نبيا أوملكا أو جنيا أو ندبه أو استغاث به أو نذر له أو ذبح فقد خرج من الإسلام، وهذا هو الكفر الذي قاتلهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم " 1.
ويفسر الشيخ قوله: والإله معناه الولي الذي فيه السر، فيقول في جواب له عن سؤال وجه إليه رحمه الله تعالى: إن الإله الذي فيه السر فمعلوم أن اللغات تختلف فالمعبود عند العرب والإله الذي يسميه عوامنا السر لأن السر عندهم هو القدرة على النفع والضر، وكونه يصلح أن