تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} ففي هذا دليل على أن من اعتقد في مخلوق لجلب منفعة أو دفع مضرة فقد اتخذه إلها، فاذا كان الاعتقاد في الأنبياء هذا حكمه فما دونهم أولى، وأيضا فان من تبرك بحجر أو شجرة أو مسح على قبر أو قبة يتبرك بأصحابها أو بالحجر والشجر، فقد اتخذها آلهة والدليل على ذلك أن الصحابة لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط يريدون بذلك التبرك قال: "الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} فمثل قول الصحابة في ذات أنواط بقول بني إسرائيل وسماه إلها، ففي هذا دليل على أن من فعل شيئا مما ذكرفقد اتخذه إلها، وجميع ذلك باطل إلا إله واحد وهو الله وحده تبارك وتعالى علوا كبيرا كما هو معنى لا إله إلا الله1.
وقال الشيخ: "إذا فهمت ذلك فتأمل الألوهية التي أثبتها الله لنفسه