لم يجاهد قبله أحد لا بيده ولا بلسانه بل هو من حين آمن بالرسول ينفق ما له ويجاهد بحسب الإمكان فاشترى من المعذبين في الله غير واحد وكان يجاهد مع الرسول قبل الأمر بالقتال كما قال تعالى: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} 1.

فكان أبو بكر أسبق الناس وأكملهم في أنواع الجهاد بالنفس والمال ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن أمن الناس علينا في صحبته وذات يده أبو بكر" 2. والصحبة بالنفس وذات اليد هو المال فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه أمنّ الناس عليه في النفس3 والمال" وحسبنا هنا من الآيات القرآنية التي يدعون أنها أدلة على أن علياً رضي الله عنه هو الإمام بعد النبي صلى الله عليه وسلم بلا فصل ما تقدم. ونقتصر عليها في هذا المبحث لأنه كما تقدم معنا أن هذه الآيات التي ذكرناها هنا يذكرها عوامهم ومن يدعي العلم منهم عندما يحاجون في مسألة الإمامة وإلا فالآيات التي يستدلون بها على إمامة علي رضي الله عنه كثيرة فقد أورد ابن المطهر الحلي في كتابه "منهاج الكرامة في معرفة الإمامة" أربعين آية4 وذكر الخميني في كتبابه "كشف الأسرار"5 أن مائة وأربعين آية تدل على أن الإمام هو علي رضي الله عنه وكما قدمنا أنها ليست أدلة وإنما هي شبه يتصيدون بها ضعاف العقول من المسلمين ومن حظه قليل من العلم فهي آيات قرآنية عامة واردة في جميع المؤمنين والشيعة يخصصونها بعلي رضي الله عنه، وكما تقدم من الآيات التي أسلفناها أنه لا دلالة فيها على إمامة علي رضي الله عنه ولا على أفضليته وكذلك بقية الآيات التي لم يرد ذكرها هنا كلها من هذا القبيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015