دحية بن خليفة الكلبي. فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن معتمر ـ بن سليمان التيمي ـ قال: سمعت أبي عن أبي عثمان قال: "أنبئت أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فجعل يتحدث فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة من هذا؟ أو كما قال. قالت هذا دحية فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه حتى خطبه النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل أو كما قال قال أبي: قلت لأبي عثمان: ممن سمعت هذا؟ قال: من أسامة بن زيد"1.
قال النووي: "قوله أن أم سلمة رأت جبريل في صورة دحية هو ـ بفتح الدال وكسرها ـ وفيه منقبة لأم سلمة رضي الله عنها وفيه جواز رؤية البشر الملائكة ووقوع ذلك ويرونه على صورة الآدميين لأنهم لا يقدرون على رؤيتهم على صورهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى على صورة دحية غالباً ورآه مرتين على صورته الأصلية"2.
وقال العلامة ابن القيم: "ومن خصائصها: أن جبرائيل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهي عنده فرأته في صورة دحية الكلبي"3.
3- شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها على خير فقد روى الترمذي من حديث عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسناً وحسيناً فجللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً" قالت أم سلمة: وأنا معهم يا نبي الله: قال: "أنت على مكانك وأنت على خير" 4.