وقد دلت نصوص الأحاديث التي تقدم ذكرها في أول الكتاب (?) على إثبات الصورة لله تعالى والرد على أهل الكلام الباطل الذين ينفون هذه الصفة عن الله تعالى ويتأولونها بالتأويلات المستكرهة، ولا شك أن نفي هذه الصفة عن الرب تبارك وتعالى ينافي الإيمان بالأحاديث الواردة في ذلك، وقد تقدم عن أبي محمد بن قتيبة أنه قال: والذي عندي أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع والعين وإنما وقع الإلف لتلك لمجيئها في القرآن ووقعت الوحشة من هذه لأنها لم تأت في القرآن، ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول في شيء منه بكيفية ولا حد انتهى.
وقد جاء في إثبات الصورة لله تعالى أحاديث صحيحة سوى ما تقدم.
منها ما في الصحيحين وغيرهما من حديث الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب» قالوا لا يا رسول الله، قال: «هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب» قالوا: لا يا رسول الله، قال: «فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا