بجسم ولا جسماني وأنها ليست في البدن وأن تعلقها بالبدن إنما هو تعلق التدبير فقط وأن الباري ليس بجسم وأن تعلقه بالعالم تعلق التدبير.
فيقال لا يفهم إلا بعبارات مبسوطة، أما أن يكون مجرد قوله: «خلق آدم على صورته» مفهما لهذه المعاني مبينا لها من الرسول الذي عليه البلاغ المبين (?) معلوم الفساد بالاضطرار.
الوجه الحادي والعشرون أن دعواهم أن الروح ليست في البدن خلاف ما نطقت به نصوص الكتاب والسنة وهو خلاف المحسوس الذي يحسه بنو آدم لاسيما حين الموت إذا أحسوا بنزع الروح من جسد أحدهم وأنها تخرج من كل عضو من أعضائه، وكذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث البراء بن عازب الطويل المشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط» يعني الذي جاء مع الملائكة من الجنة إلى آخر الحديث كما تقدم لفظه، وقال في الكافر: «يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب قال: فتفرق في أعضائه كلها فينزعها نزع السفود من الصوف المبلول فتتقطع بها العروق والعصب» وتمام الحديث قد تقدم وكل ما فيه صريح بدخول الروح وخروجها وصعودها وهبوطها وقبضها وإرسالها وما يشبه ذلك من الصفات التي هي عندهم لا تكون إلا لما يسمونه في اصطلاحهم جسما،