ومما جاء من هذا مع دخول الباء على الحاصل قول حبيب:
بِسَيْبِ ابب العبّاسِ بُدّلَ ازلُنا
بخفْضٍ، وصِرْنا بَعْدَ جَزْرٍ إلى مَدِّ i
فأدخل الباء على الحاصل حين رفع المتروك. ومنه قول أبي الطيّبii:
أبْلَى الأجِلَّةَ مُهْري عند غيرِكُمُ
وبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ والرَّسَنُ iii
يقول: طال مقامي عند غيركم لأنه أكرمني، ولم يسأم مثواي عنده، حتى بلي جُلُّ مهري بطول مكثه على ظهره، وتعوّض منزل الفسطاط من عذاره ورسنه.
وقوله أيضا من قصيدة يمدح بها كافوراiv، وكان أسود:
مَنْ لبيضِ المُلوكِ أنْ تُبْدل اللو
نَ بِلَوْنِ الأستاذ والَسَحْناءِ v
يقولَ: من للبيض من الملوك أن يُبدلوا ألوانهم بلون هذا الممدوح وسحنائه.
ومنه قول المعرّي:
يقولُ إنَّ زماناً يَسْتقيدُ لهم
حتى يُبَدَّل من بُؤْسٍ بنعماءِvi
أي حتى يعوَّض من هذه بهذه. وقد يدخل هذا البيت في الوجه الثالث بعد هذا بتقدير حتى يبدلهمvii