قال القاضي عياض: وأما الذي في هذا الحديث فوجهه النصب على المصدر، لأنه لم يذكر المفعول بعده.
قال أبو البقاء: الوجه (تاركون) لأن الكلمة ليست مضافة، لأن حرف الجر منع الإضافة، والأشبه أن حذفها من غلط الرواة. انتهى.
قلت: ومثله حديث عوف بن مالك (هل أنتم تاركوا امرأتي).
وقال ابن مالك في "توضيحه": في هذا شاهد على جواز الفصل دون ضرورة بجار ومجرور بين المضاف والمضاف إليه، إن كان الجار متعلقًا بالمضاف. والفصل بالظرف كذلك، ومنه قول الشاعر:
فَرِشْنِي بخير لا أكوننْ ومِدْحَتِي ... كناحِتِ يومًا صخرةٍ بعَسيلِ