محبوبين مبغوضين مقربين مبعدين، وهو غير جائز، ووجه الملزوم أنه أضاف الأحب والأبغض إلى المخاطبين، فيلزم أن يكونوا مشتركين في أصل ما أضيف إليه من المحبة والبغضاء، والجواب: أن المضاف إليه في هذه المواضع يجب أن يكون مختصًّا في أصل المعنى الذي دل عليه أفعل، فيكون في قوله (أحبكم) أحب المحبوبين منكم، وكذلك في الباقي.
ويجوز أن يقدر مضاف محذوف كأنه قيل: أحب محبوبكم، وكذا في الباقي، ويكون الدليل على ذلك ما علم من لغتهم من أنهم لا يطلقون أفعل التي للمفاضلة، إلا على ذلك. انتهى.
قال ابن مالك: المشكل من هذا الحديث قوله: (والمرأة والحمار يمرون). فأعاد ضمير الذكور العقلاء على مؤنث ومذكر غير عاقل. والوجه فيه أنه أراد: والمرأة والحمار وراكبه، فحذف الراكب لدلالة الحمار عليه، مع نسبة مرور مستقيم إليه،