وقال الأندلسي في "شرح المفصل"، قوله عليه السلام (بأحبكم) من ترك الجمع، و (أحاسنكم) من الجمع و (مجالس) منصوب على التمييز (يوم القيامة) على الظرف، والعامل فيه إمّا فعل، وإما معنى الفعل المفهوم من هذا الكلام من رفع الدرجة.
قال: واعلم أن لفظة أفعل تستعمل على معنيين:
أحدهما: هي فيه بمنزلة فاعل، نحو: الناقصُ والأشجُّ أعدلا بني مروان. أي: عادلا بني مروان.
والآخر: المقصود منه التفضيل على من يشاركه في أصل تلك الصفة التي جرى التفضيل فيها.
قال: وقد اجتمع الأمران في هذا الحديث، فقوله: (ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم) من المعنى الثاني.
وقوله في بقية الحديث: (ألا أخبركم بأبغضكم إلي وأبعدكم مجالس مني مساوئكم أخلاقًا). من المعنى الأول.
فإن الظاهر أنه أراد غير المفاضلة كأنه قال: بغيضكم، فإنه عليه السلام ما كان يبغض أحدًا من أصحابه وأمته، وهم المخاطبون بهذا الكلام، فالأولى أن يحمل هذا الشطر من الحديث على أن (أفعل) فيه من المعنى الأول. وجاء به لازدواج الكلام، ومقابلة الشطر الثاني بالأول كقوله تعالى: (وهو خادعهم) [النساء: 142] انتهى.
وقال البيضاوي: أفعل التفضيل إذن بمعنى أن المراد به زائد على المضاف