منه، أي: فلا ينصرف في شيء من الأشياء إلا من خطيئته كهيئة يوم ولدته أمه، وجاز تقدير النفي لما مر أن الكلام في سياق النفي.

هذا مذهب صاحب "الكشاف"، وأما ابن الحاجب فيجوزه في الإثبات كما يقال: قرأت إلا يوم الجمعة. ونظير هذا الشرط قول الحماسي:

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيلُ

859 - حديث: "أقرب ما يكون الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر".

قال الطيبي: يحتمل أن يكون قوله (في جوف الليل) حالاً من الرب، أي: قائلاً في جوف الليل يدعوني فأستجيب له، سدت مسد الخبر. أو من العبد، أي: قائمًا في جوف الليل داعيًا مستغفرًا، على نحو قولك: ضربي زيدًا قائمًا. ويحتمل أن يكون خبرًا لأقرب.

وقوله: (الآخر) صفة لجوف على أن ينصف الليل ويجعل لكل نصف جوف. والقرب يحصل في جوف النصف الثاني. فابتداؤه من المثال الأخير.

مسند عمرو بن عوف رضي الله عنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015