قال ابن مالك في توضيحه: (الصبح أربعًا) منصوبان بفعل مضمر. إلا أن (الصبح) مفعول به، و (أربعًا) حال. وإضمار الفعل في مثل هذا مطّرد، لأن معناه مشاهد، فأغنت مشاهدة معناه عن لفظه. وفي هذا الاستفهام معنى الإنكار. ونظيره قولك لمن رأيته، وهو يقرأ القرآن ضاحكًا: تضحك وشبه ذلك كثير. انتهى.
قلت: قد رواه النسائي بلفظ فقال: أتصلي الصبح أربعًا؟ فعُلِم أن حذف الفعل في رواية البخاري من تصرف الرواة.
وقال الكرماني: (الصبح) بالنصب، أي: أتصلي الصبح أربع ركعات؟ و (أربعًا) منصوب على البدلية. وبالرفع. أي: الصبح تصلي أربعًا؟ والاستفهام للإنكار التوبيخي.
فائدة: قال ابن فرحون في "إعراب العمدة": استثنى المحدثون من قولنا إذا وقع (ابن) بين علمين تحذف ألفه في الخط، أما إذا نسب الابن إلى أمه، كعبد الله ابن بحينة، فيكتبون (ابن) بالألف حتى يعلم أن النسبة إلى مؤنث.