(وروحٌ منه) معناه: بعض منه، أو جزء منه، لكان قوله ههنا: (جميعًا منه) معناه: بعض منه، أو جزء منه، فأسلم النصراني.
ومعنى الآية أنه تعالى سخّر هذه الأشياء كائنة منه، وحاصلة من عنده يعني أنه مكونها وموجدها بقدرته وحكمته.
وقوله: (وإنّ الجنة وإن النارَ حق) أخبر عنهما بقوله: (حقّ) وهو مصدر، مبالغة في حقيقته، وأنهما عين الحق، كقولك: زيد عدل.
وقوله: (أدخله الله الجنة على ما كان عليه من العمل): التعريف في (العمل) للعهد، والإشارة به إلى الكبائر، والدليل عليه أمثال قوله: (وإنْ زنى وإنْ سرق) في حديث أبي ذرّ. وقوله: (على ما كان) حل كما في قول الحماسي:
فواللهِ لا أنسى قتيلاً رُزِئْتُهُ ... بجانب قُوسى ما بقيتُ على الأرضِ
على أنّه تعفو الكلوم وإنّما ... نُوكّل بالأدنى وإنْ جلَّ ما يمضي
قال أبو البقاء: (على) وما يتصل بها حال، أي: ما أنسى هذا الرزء في حال الكلوم، أي حال مخالفة لحال غيري في استدامة الحزن. فالمعنى: من شهد لا إله إلا الله يدخل الجنة في حال استحقاقه العذاب بموجب أعماله من الكبائر، أي حال هذا مخالفة للقياس في دخول الجنة. انتهى ما في شرح المشكاة.
قال الطيبي: انتصاب: (مثلاً بمثل) و (يدًا بيد) على الحال والعامل متعلق الجار