قلت: كذا ورد، وكان مقتضى القاعدة العربية: لا وترين في ليلة، لأن اسم (لا) يبنى على ما ينصب به، فيبنى المفرد على الفتح نحو: لا رجلَ في الدار، والمثنى والجمع على الياء نحو: لا رجلين عندك، ولا مسلمِين عندك.
وتخريج هذا الحديث على أنه على لغة من يجري المثنى بالألف في كل حال، ومنه قراءة من قرأ: (إنْ هذان لساحران) [طه: 63]، وقول الشاعر:
قد بلغا في المجد غايتاها
ونظير هذا الحديث حديث أبي سعيد: (لا صاعا تمرٍ بصاعٍ، ولا صاعا حنطة بصاع، ولا درهمان بدرهم) كذا في المسند.
قال الطيبي: (يتسوك) ثاني مفعولي (رأيت) لأنه في الحقيقة، و (ما) موصوفة، و (لا أحصي) صفتها، وهي بحذف يتسوك، أي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم متسوكًا مدة لا أقدر على عدّها.