وقوله: (فإمّا لا تتبايعوا) أصله: فإن لا تتركوا هذه المبايعة، فزيد كلمة (ما) للتأكّد، فأدغم النون في الميم، وحذف الفعل، ويجوز إمالة (لا) لتضمنها الجملة، وإلا فالقياس أن لا تمال الحروف، أليس قد تكتب (لا) هذه بلام وياء، وتكون (لا) ممالة، ومنهم من يكتبها بالألف ويجعل عليها فتحة محرفة علامة الإمالة، فمن كتب بالياء اتبع لفظ الإمالة، ومن كتب بالألف اتبع أصل الكلمة. انتهى.

وقال ابن مالك في توضيحه: في قوله (فإما لا) شاهد على أن حرف الشرط قد يحذف بعده مقرونًا بما كان واسمها وخبرها المنفي بـ (لا) نافية. فإن الأصل: فإن كنتم لا تفعلون فلا تبايعوا، ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: (إمّا لا فأعِنّي على نفسك بكثرة السجود)، أي إن كنت لا بدّ لك من ذلك فأعني، ومن ذلك قول الزاجر:

أمرعتِ الأرضُ لوَ انَّ مالا

لو أنّ نوقًا لك أو جِمالا

أو ثلّةً من غنمٍ إمّا لا

أي إن كنت لا تملكين إبلاً. انتهى. وقال أبو حيان في شرح التسهيل: لا يحذف (لا) الفعل مع المكسورة معوضًا منه (ما) إلا في هذه.

مسند السائب بن خلاد رضي الله عنه

382 - حديث: "ما من شيء يصيب المؤمن حتى الشوكة تصيبه إلاّ كتب له بها حسنة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015