وذهب المبرد والزجاج إلى جواز وصفه، وإذا وصف عندهما بمفرد جاز فيه الرفع والنصب.

وفي "النهاية": تستعمل (اللهمّ) على ثلاثة أنحاء:

أحدها: أن يراد به النداء المحض كقولهم: اللهمّ ارحمنا.

الثاني: أن يذكره المجيب تمكينًا للجواب في نفس السائل، يقول لك القائل: أزيد قائم؟ فتقول: اللهمّ نعم، أو اللهم لا.

الثالث: يستعمل دليلاً على الندرة وقلة وقوع المذكور كقولك: أنا لا أزورك اللهمّ إذا لم تدعني، ألا ترى أن وقوع الزيارة مقرونًا بعدم الدعاء قليل؟ انتهى.

380 - حديث: "أما بادئ بدء فإني أحمد الله".

قال صاحب "البسيط": قولهم: أفعل هذا بادي بدا، وبادئ بدء، فالاسم الأول على وزن فاعل، وياؤه ساكنة في موضع نصب، والاسم الثاني جاء على وزن فعل، وعلى وزن فعيل، وفي أصله وجهان: أحدهما: أنه من بدا يبدو إذا ظهر، أي ظاهرًا، وهذا ضعيف لأنه قد جاء مهموزًا في حديث ابن ثابت: (أما بادئ بدء فإني أحمد الله).

والوجه الثاني (وهو المشهور): أن أصله الهمز إلا أن الاسم الأول خفف بتسكين الهمز وقلبها ياء، وأما الاسم الثاني ففي الذي على وزن فعل وجهان: أحدهما أن أصله (بداء) على وزن فعال، فحذفت الهمزة تخفيفًا وبقيت الألف الزائدة ووزنه (فعا) أو أنه قصر بحذف ألف المد، وخففت الهمزة ألفًا لانفتاح ما قبلها، ووزنه فعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015