ومع ذلك فالمضي أكثر من الحضور والاستقبال.

ومن شواهده قول امرئ القيس:

ألا رب يوم لك منهما صالح ... ولا سيما يوم بدارة جلجل

وقال الأندلسي في شرح المفصل: اعلم أن أصل (رب) للتقليل، ثم يعرض لها المجاز للمبالغة وغيرها، فتحمل على (كم) في التكثير، ويحمل عليها.

أيضًا (كم) في التقليل، وذلك لا يخرجها عن حقيقة أصل وضعها، حتى تجعل للتقليل والتكثير معًا، لأن المجاز عارض. هذا كما أن الذم قد يستعمل في موضع المدح كقولهم: ما أشعره قاتله الله. ولا يخرج ذلك عن الحقيقة.

وقال القاضي عياض: أكثر الروايات بخفض (عارية) على الوصف. وقال غيره: الأولى الرفع.

وقال السهيلي: الأحسن عند سيبويه الخفض على النعت، لأن (ربّ) عنده حرف جر تلزم صدر الكلام. ويجوز الرفع على إضمار مبتدأ، والجملة في موضع النعت، أي: هي عارية، والفعل الذي يتعلق به (رب) محذوف. واختار الكسائي أن يكون (رب) اسمًا مبتدأ، والمرفوع خبرها. وإليه كان يذهب شيخنا ابن الطراوة. انتهى.

وقوله أول الحديث: (استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة).

قال الكرماني: أي: في ليلة ولفظ "ذات" مقدم للتأكيد.

الزمخشري: هو من باب إضافة المسمى إلى اسمه.

الجوهري: أما قولهم: ذات مرة، وذو صباح فهو من باب ظروف الزمان التي لا تتمكن. تقول: لقيته ذات يوم وذات ليلة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015