قال التوربشتي: إسناد الملال إلى الله تعالى على طريقة الازدواج والمشاكلة، والعرب تذكر إحدى اللفظتين موافقة للأخرى وإن خالفتها معنى. قال تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) [الشورى: 40]، وقال الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا
أراد: فنجازيه بجهله ونعاقبه على صنيعه.
ووجه آخر وهو: أن الله لا يمل أبدًا وإن مللتم، وذلك نظير قولهم: فلان لا ينقطع حتى ينقطع خصمه، أي: لا ينقطع بعد انقطاع خصمه، بل يكون على ما كان عليه قبل ذلك.
قال الكرماني: اللام جواب قسم محذوف و (قلّ) فعل ماض وفيه معنى النفي، أي: ما يأتي يوم عليه إلا يأتي فيه بيت أبي بكر.
وقال أبو علي الفارسي في الشيرازيات: (قلّ) على ضربين: أحدهما: أن يراد به خلاف كثُر، والآخر: أن يراد به النفي، فهذا الضرب يجري مجرى النفي. وحكى بعض البغداديين أنهم قالوا: أتيت بلادًا قلما تنبت إلا الكرّات والبصل. أي لا تنبت،