قال الطيبي: (تذكر) على بناء المفعول مسند إلى ضمير (فلانة). و (من) في (من كثرة صلاتها) لابتداء الغاية، أي تذكر من أجل هذه. والقرينة الثانية ليس فيها (من) فالفعل مسند إلى ضمير (فلانة) و (قلة) نصب على نزع الخافض. و (غير أنها) منصوب على أنه استثناء منقطع بمعنى لكن.
قال أبو محمد بن السيد البطليوسي في المسائل: اختلف الرواة فيه، فرواه بعضهم برفع النساء ورواه بعضهم بنصبه والاختيار الرفع على طريق ارتفاع المنادى المفرد في قولك: يا زيد ويا عمرو، ويجوز يا مسلمات، ويجوز في المسلمات الرفع صفة على اللفظ والنصب صفة على الموضع كقولك: يا زيد العاقل برفع العاقل ونصبه، إلا أن جمع المذكر السالم يستوي نصبه وخفضه على ما عرف في صناعة النحو، ولا يستحيل ارتفاع المنادى وإن كان غير علم، قال تعالى: (يا جبالُ أوبي معه والطيرَ) [سبأ: 10]. وأما من روى: (يا نساءَ) بالنصب وأضافهن إلى المسلمات، فهو بمنزلة قول العرب: مسجد الجامع، وصلاة الأولى، وقوله تعالى: (ولدارُ الآخرة) [يوسف: 109] (وحب الحصيد) [ق: 9] ونحو ذلك مما أضيف فيه الموصوف إلى الصفة في اللفظ.