قال القرطبي: أي على استي، كما قال تعالى: (يخرون للأذقان) [الإسراء: 107]، أي عليها.
قوله (بأبي أنت وأمي)، معناه أنت مفدّى، أو أفديك بأبي وأمي.
وقال الطيبي: الباء في (بأبي) متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعًا، تقديره: أنت مفدّى بأبي، وقيل: فعل، وما بعده منصوب، أي فديتك بأبي وأمي، وحذف المقدر تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وعلم المخاطب به.
قال: وقوله في أول الحديث: (فخشينا أن تقطع دوننا) حال من الضمير المستتر في (تقطع)، أي فخشينا أن تصاب بمكروه متجاوزًا عنا، كقوله تعالى: (وادعوا شهداءكم من دون الله) [البقرة: 23].
(الكشاف): ومعنى (دون) أدنى مكان من الشيء، ومنه الشيء الدون، واستعير للتفاوت في الأحوال والرتب، فقيل: زيد دون عمرو في الشرف والعلم، ثم اتسع فيه واستعمل في كل تجاوز حدًّا إلى حد.
وقوله: (فخشينا أن تقطع دوننا، ففزعنا) عطف أحد المترادفين على الآخر إرادة الاستمرار، مثل ما في قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا) [القمر: 9].
قوله: (فقال: أبو هريرة) أي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنت أبو هريرة؟، فعلى هذا أبو هريرة خبر مبتدأ محذوف، والهمزة في المبتدأ يحتمل أن تكون على حقيقتها، أي التقرير أو التعجب.