بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ لله ولي الفضل والِإحسان، المانّ علينا بنعمةِ الِإيمان.
والصلاة والكلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْملانِ على سَيِّدِنا ومَوْلاَنا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنان، وعلى آلِه أُولي العِرفان، وأَصْحابِهِ وأَحِبَّائِهِ الخلاَّن، وعلى وَرَثَةِ أَسْرَارِهِ مِنَ الِإخوان، وعلى التَّابعين لَهُم بإِحْسان.
أَمَّا بَعْدُ:
فَهذِهِ نُبْذَةٌ لَطِيفَةٌ ضَمَّنْتُها ذِكْرَ شُعَبِ الِإيمانِ، سَأَلني في جَمْعِها بَعضُ أُولي البَصيرَةِ والِإيقَانِ، وسَمَّيْتُها:
"عِقْد الجُمان في بَيَانِ شُعَبِ الِإيمان"
وعلى الله تَوَكُّلي وَهُوَ المُسْتَعانُ.
فاعْلَمْ أَنَّ العُلَماءَ اخْتَلَفُوا في بَيانِ شُعَبِ الِإيمانِ اختلافًا واسِعًا، ورَكِبُوا في تَفْصيلِها مَهْيَعًا.
ومُجْمَلُ القولِ فيهِ مَا أَذْكُرُهُ في هَذِهِ النُّبْذَةِ، ومَا عَداهُ عائِد إِلَيْهِ. وهُوَ أَنَّ تِلْكَ الشُعَبِ -عَلى كَثْرَتِها- تَرْجِعُ إِلى أُصولٍ ثَلاَثَةٍ: إِيْمانٍ باللهِ، وإيْمانٍ بالمَعَاشِ، وإِيْمانٍ بالمعَادِ.