باسمه (?)، ووافى إرسال الرسائل في العزاء بنور الدين (?)، وعلى هذا الأساس نستطيع أن نقول أنَّه حتى وفاة نور الدين، كانت مصر والشام قد توحدتا تحت زعامة نور الدين (?)، وهذا ما عبر عنه العماد الأصفهاني حين امتدح نور الدين فقال:
بملك مصر أهنىء مالك الأمم ... فثق وأبشر بنصر الله عن أمم
فملك مصر وملك الشام قد نُظِمَا ... في عقد عز من الإسلام منتظم (?)
وفي كل الأحوال لم تصل علاقة نور الدين بصلاح الدين إلى درجة العداء ولا مسوّغ لاعتبار الاختلاف في الرأي وحشة ونفرة كما يقرر ذلك. عدد من المؤرخين والكتاب وكل ما هنالك أنّ نور الدين كان يتطلع إلى مصر على أنها مصدر للواردات وسدّ بها نفقات الجهاد ضد الصليبيين في الشام، وأنها مصدر للطاقة البشرية المجاهدة وكان صلاح الدين أكثر معرفة من نور الدين لما يجري في مصر من أخطار ناجمة عن استعداد أنصار الفاطميين للإنضمام إلى الفرنج فوجه اهتمامه إلى بناء جيش قوي، بحيث يستطيع السيطرة على مصر، ورأى أن تثبيت كيان الدولة الجديدة في مصر أولى من الانشغال بمسائل الشام (?)، وهذا يتفق مع ما قاله نور الدين للرسول الذي بعثه صلاح الدين يعتذر عن موقفه من حصار الكرك، حيث قال: حفظ مصر أهم عندنا من غيرها (?).
عاشراً: وفاة نور الدين محمود: قال العماد الأصفهاني: وأمر نور الدين رحمه الله تعالى بتطهير (ختان) ولده الملك الصالح إسماعيل يوم عيد الفطر، واحتفلنا لهذا الأمر، وغُلقَّت محالُّ دمشق أياما.
قال: ونظمت للهناء بالعيد والطُّهر قصيدة منها:
عيدان: فطرٌ وصُهُر ... فتح قريب ونصر
كلاهما لك فيه ... حقاً هناء وأجر
وفيهما بالتَّهاني ... رسمٌ لنا مستمر