في مصر في تلك العصور الإسلامية الزاهرة، وقد عقب المجلسي الشيعي الرافضي على هذه النصوص بقوله بأن مصر صارت من شر البلاد في تلك الأزمنة، لأن أهلها صاروا من أشقى الناس وأكفرهم (?)

ويبدوا أن هذه النصوص هي تعبير عن حقد الرافضة وغيظهم على مصر وأهلها بسبب سقوط إخوانهم الإسماعيليين العبيديين على يد صلاح الدين، الذي طهر أرض الكنانة من دنسهم ورجسهم، وأين هذه الكلمات المظلمة في مصر وأهلها الأحبة من وصية حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بأهل مصر (?).

وإليك أيها القاريء الكريم ما قام به أهالي الإسكندرية للدفاع عن الإسلام وعن دولته السنية الجديدة في مصر، فقد تعرضت الإسكندرية لا نزال صقلي في الأيام الأخيرة من عام 569هـ/ نهاية تموز 1174م، وكان الأسطول النورماندي يتكون من مئتي (?) سفينة وقيل من مائة وثمانين سفينة تحمل خمسين ألف رجل بينهم ثلاثين ألف مقاتل تنفيذاً للمخطط واسع النطاق الذي اتفقت عليه العناصر الموالية للفاطميين مع ملكي بيت المقدس وصقلية بهدف إحياء الخلافة الفاطمية في (?) مصر ورد الدعوة الشيعية الرافضية إلى ما كانت عليه وقد وصلت الحملة النورماندية أمام الإسكندرية في 16 ذي الحجة بعدما انكشفت المؤامرة وقضى على المتآمرين في الداخل من جهة وبعد وفاة عموري الأول ملك بيت المقدس من جهة ثانية. وشرع النورمان في مهاجمة الإسكندرية ونجحوا في أغراق بعض المراكب المصرية التي كانت راسية على الساحل (?) وقد أبدى الجيش الأيوبي وأهالي الإسكندرية شجاعة فائقة، فأحرقوا دبابات العدو التي نصبت قرب السور " وأحسنوا القتال والصبر". وكان صلاح الدين غائباً عن الإسكندرية، وحين وصلها زال ما بالمحاربين من تعب وألم الجراح وكل منهم يظن أن صلاح الدين معه، فهو يقاتل قتال من يريد أن يشاهد قتاله (?). فما كان على الصليبيين سوى التسليم وصاروا بين قتيل وأسير (?).

وهكذا وجه جيش صلاح الدين وأهالي الإسكندرية ضربة ماحقة بأصحاب فكرة غزو مصر، بحيث لم يعودوا يفكرون في إعادة التجربة مّرة ثانية في عهد صلاح الدين، على الرغم من أنهم لم يتخلوا عن الفكرة كلياً، إذ أعادوا الكرة بعد وفاة صلاح الدين بربع قرن (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015