ينفذها حَسب أولوياتها وكانت الأولوية بطبيعة الحال لهدف تحقيق الوحدة، ولكن سعيه لتحقيق الوحدة في المقام الأول لم يمنعه من شن حرب استنزاف مستمرة ضد الفرنجة في الوقت نفسه (?).

2 - الصعيد العسكري

2 - الصعيد العسكري: على المستوى العسكري أفاد نور الدين محمود من نفوذ العباسيين للضغط على أمراء المشرق الإسلامي لمعاونته ضد أعدائه الصليبيين، فمعلوم أن الجيش النوري اعتمد أساساً على الدعم الحربي المقدم من أمراء المشرق (?)، لاسيما في العراق ويلاحظ أن الثقل السياسي للخلافة أجبر أولئك الأمراء على المبادرة بتقديم عونهم الحربي، كما أن نور الدين نفسه اتجه إلى مراسلة الفقهاء والمتصوفة في تلك الأقاليم من أجل الدعاية السياسية وتوضيح حاجته إلى العون الحربي من أولئك الأمراء على نحو مثل " ضغط شعبي " عليهم (?)، ونجد في كافة المعارك الحربية الكبرى التي خاض غمارها الجيش النوري، أشارت المصادر إلى مقدم قوات المشرق وعلى رأسها الأمراء حكام، أربيل، وسنجار، منبج وغيرهم (?) فالدور العباسي في استقدام جيوش المشرق وحث أمرائه على دعم نور الدين لا يستهان به (?).

3 - الصعيد الاقتصادي

3 - الصعيد الاقتصادي: ارتبط الجانبان بعلاقات طيبة، فمعلوم أن العالم الإسلامي توقف ازدهاره على مدى سيطرته على محاور التجارة العالمية كذا منافذها، إذ شكلت التجارة معظم دخل العالم الإسلامي، ومن الثابت أن معابر التجارة العالمية بين الشرق والغرب وقعت في مناطق خاضعة لسيادة العباسيين، إذا قدمت التجارة من الشرق الأقصى وتدفقت سلعها عبر الخليج العربي إلى شمال العراق ومنه إلى شمال الشام ثم الإمبراطورية البيزنطية (?)، وأوروبا كذلك أرتبط شمال الشام بشمال العراق بطرق تجارية (?)، عديدة لاسيما بين حلب والموصل، وعملت الدولة النورية على انتعاش حركة التجارة بين العراق والشام، من خلال إزالة جانب من المكوس على التجار المسافرين بين الإقليمين لتشجيعهم على المتاجرة (?)، فقد اهتمت الدولة النورية، بإنعاش التجارة مع مناطق العباسيين والإفادة من ثراء التجار العراقيين، وتشجيعهم على المتاجرة مع الأسواق الشامية، ولاشك أنها جنت من وراء ذلك مكوساً وفيرة (?)، ومن جهة أخرى، اتجهت الدولة النورية في بعض الأحيان إلى طلب المساعدة المالية من الخلافة العباسية للإنفاق على مرافق البلاد، ونجد مثالاً دالاً على ذلك، عندما وقعت أحداث زلزال عام 565هـ/1170م، والذي اجتاح بلاد الشام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015