المفسدين (?)، وقد شفع بعض أصحابه في رجل شرير، وبذل فيه عشرة آلاف دينار، فقال له الخليفة: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار وائتني بمثله لأُريح المسلمين من شرَّه (?).
- وفاته: توفي في ثامن ربيع الآخر سنة ستَّ وستين وخمس مئة (?) وكان سبب موته أن خافه أستاذ الدار عضُد الدولة بن رئيس الرؤساء وقايماز المُقتفوي كبيراء الأمراء فواضعا الطبيب على أذيَّته فوصف له الحمّامُ، فامتنع لضعفه، ثم أدخل الحمام، وأغلق عليه، فتلف (?) وصُليَّ عليه يوم الأحد ودفن بدار الخلافة ونقل إلى التَُراب من الرُّصافة (?).
رابعاً: الخليفة المستضيء بالله: الخليفة أبو محمد الحسن ابن المستنجد بالله يوسف ابن المقتفي محمد ابن المستظهر أحمد بن المقتدي الهاشمي العباسي بويع بالخلافة وقت موت أبيه في ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة وقام بأمر البيعة عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء فاستوزره يومئذ (?)، وكان ذا حل وأناة ورأفة وبّر وصدقات (?). قال ابن الجوزي: بويع، فنودي برفع المكوس، ورد المظالم وأظهر العدل والكرم مالم نراه من أعمارنا وفّرق مالاً عظيماً على الهاشمييّن (?) وفي خلافته زالت دولة العبيدية بمصر وخطب له بها، وجاء الخبر فغلقت الأسواق للمسَّرة (?)، وخطب له باليمن، وبرقة، وتّوْزَرَ وإلى بلاد الترك ودانت له الملوك، وكان يطلب ابن الجوزيَّ ويأمره أن يعظ بحيث يسمع، ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعُف بدولته الرّفض ببغداد، وبمصر وظهرت السنة وحصل الأمن ولله المنَّة (?).
- وفاته: كان ابتداء مرضه في أواخر شوّال من هذه السنة فأرادت زوجته، أن تكتم ذلك فلم يمكنها ووقعت فتنة كبيرة ببغداد ونهبت العوامُّ دوراً كثيرة وأموالاً جزيلة، فلماَّ كان يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوَّال خُطَّب لولي العهد أبي العباس أحمد بن المستضيء وهو الخليفة الناصر لدين الله، وكان يوماً مشهوداً نُثر الذهب فيه على الخطباء والمؤذَّنينَ ومن حضر ذلك عند ذكره على المنبر والتنويه باسمه (?)، فلما كان يوم السبت سلخ شوّال مات الخليفة المستضيء بأمر الله، وكان مرضه بالحُمىَّ ابتدأ بها في يوم عيد الفطر، ولم يزل الأمر يتزايد به حتى استكمل في مرضه شهراً، فمات، رحمه الله سلخ شوال، وله من العمر تسع