وفاته في حران نفسها عام 581هـ (?).
وقد ذكر الدكتور ماجد عرسان الكيلاني مدارس أخرى كالمدرسة كمدرسة الشيخ رسلان الجعبري، ومدرسة عقيل المنيحي، ومدرسة الشيخ علي بن الهيتي، ومدرسة الحسن بن مسلم، ومدرسة الجوسقي، ومدرسة الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي، ومدرسة مولى الزولي، ومدرسة محمد بن عبد البصري، ومدرسة القيلوي، ومدرسة علي بن وهب الربيعي، ومدرسة الشيخ بقا بن بطو (?) ومما يكمل الصورة للمدارس التي تناولها البحث في مدارس النواحي والأرياف والبوادي أن نقول إنها كانت تطبق منهاجاً موحداً في التربية والتدريس يتطابق إلى حد كبير إلى التعاليم والمبادئ التي دعا لهما الغزالي والجيلاني، وأنها كانت امتدادات أصغر في الأرياف والجبال والبوادي بحيث يمكن القول أنها بلغت المئات، لأن الأمر لم يتطلب أكثر من استقرار أحد الخريجين في مسجد من مساجد الريف مثلاً، أو الإقامة في رباط أو زاوية وتكريس الوقت للتدريس وسلوك الزهد (?).
تدل الأخبار المتعلقة بالمدارس الإصلاحية وخصوصاً مدرسة الشيخ عبد القادر أنها لعبت دوراً رئيسياً في إعداد جيل المواجهة للخطر الصليبي في البلاد الشامية (?). وتدل الإشارات والشواهد التاريخية على أن الطلاب الشاميين كانوا يشكلون مجموعة كبيرة بين الطلاب الذين يفدون من خارج العراق للدراسة في مدرسة عبد القادر، كذلك كانت الشام منطقة جذب لرجالات الدين والمتحمسين لنصرة الإسلام وجهاد الأعداء، وتبدوا مظاهر التعاون بين مدارس الإصلاح والدولة الزنكية في الآتي:
أ- الإسهام في إعداد أبناء النازحين من مناطق الاحتلال الصليبي: قامت المدرسة القادرية بدور هام في إعداد أبناء النازحين من مناطق الاحتلال الصليبي، فكانت تستقدمهم وتوفر لهم الإقامة والتعليم، ثم تعيدهم إلى مناطق الثغور والمرابطة. ولقد كان هؤلاء الطلاب يعرفون " باسم المقادسة " نسبة إلى مدينة القدس أو بيت المقدس. وكان من بين هؤلاء الطلاب بعضهم الذي اشتهر فيما بعد من ميدان الفقه والسياسة، ويمكن القول أن إرسال هذه البعوث الطلابية إلى بغداد كان سببه أمران: الأول: حاجة الدولة الزنكية إلى نمط معين من القيادات والموظفين والإداريين: والثاني: ما اشتهرت به مدرسة عبد القادر آنذاك من