حلب، فملكها هي وتوابعها في ربيع الآخر سنة 541هـ 1146م (?)، وكان عمره ثلاثون سنة كما كان مع زنكي أيضاً على قلعة جعبر الملك ألب أرسلان ابن السلطان محمود السلجوقي، وكان زنكي يظهر أنه يحكم البلاد باسمه منُذ سنة 521هـ/1127م حيث اصطحبه معه إلى الموصل بأمر من السلطان محمود (?) وقد ذكر المؤرخون أن الملك ألب أرسلان حاول أن يحل محل زنكي في ملك البلاد وأن يبعد أولاده عنها، فجمع العساكر وأعّد العدة للتوجه إلى الموصل بقصد الاستيلاء عليها، ولكن الوزير جمال الدين الأصفهاني (?)، قام بدور كبير في الحفاظ على الدولة الزنكية وإبقائها في أيدي أولاد صاحبه وولي نعمته عماد الدين زنكي، فما أن شعر بقصد الملك ألب أرسلان حتى بادر بالاتصال بالأمير صلاح الدين محمد اليّاغسّياني، حاجب عماد الدين متناسياً ما كان بينهما من خلاف، فاتفقا على حفظ الدولة لأولاد زنكي وإبعاد الملك ألب أرسلان السلجوقي (?)

عنها حيث أرسل الوزير جمال الدين إلى صلاح الدين الياغسياني يقول له: إن المصلحة أن نترك ما كان بيننا وراء ظهورنا، ونسلك طريقاً يبقى فيه الملك في أولاد صاحبنا، ونهر بيته جزاء لإحسانه إلينا، فإن الملك (ألب أرسلان) قد طمع في البلاد واجتمعت عليه العساكر، ولئن لم نتلاف هذا الأمر في أوله، ونتداركه في بدايته ليتسعن الخّرْق ولا يمكن رقعه، فأجابه صلاح الدين إلى ذلك وحلف كل واحد منهما لصاحبه (?) وكان أول عمل قام به جمال الدين، وصلاح الدين أن أرسلا رسولاً على وجه السرعة إلى زين الدين علي كُجَك نائب زنكي في الموصل يخبراه بما حصل لزنكي فسارع سيف الدين غازي للحضور من شهرزور إلى الموصل لتسلم الحكم فيها وتسلمها قبل أن يتمكن ألب أرسلان السلجوقي من الوصول إليها (?)، أما الملك ألب أرسلان السلجوقي فقد تكفل الوزير جمال الدين الأصفهاني بإلهائه ومخادعته ريثما تستتب الأمور لسيف الدين غازي في الموصل، وظلّ يتنقل من مكان إلى آخر بالجزيرة حتى تفرق معظم أصحابه عنه، ثم اتجه إلى الموصل فُقبض عليه وأودع السجن ولم يأت له ذكر بعد هذا التاريخ (?). وهكذا انقسمت الدولة الزنكية بعد مقتل مؤسسها عماد الدين بين ولديه سيف الدين غازي الذي حكم الموصل والجزيرة ونور الدين محمود الذي حكم مدينة حلب وما جاورها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015