- بفضلها - خسائر مختلفة في صفوف أعدائهم، ففي رجب من عام 524هـ على سبيل المثال جهز زنكي قوة عسكرية أغارت على عزاز الصليبية وعاشت في بلاد جوسلين أمير الرها (?) وفي العام التالي حدث اشتباك بين سوار وجوسلين، شمالي حلب، أسفر عن انتصار الصليبيين ومقتل عدد من المسلمين، مما دفع سوار إلى القيام بهجوم على ربض الأثارب، والاستيلاء على مقادير من أموالهم ومحاصيله ثم ما لبث، بعد عام واحد 526هـ أن أوقع بصليبي تل باشر وقتل منهم خلقاً كثير (?) ولم يتوقف سوار وجنده التركمان عن شن الغارات ضد الصليبيين كلما اتيحت الفرصة لذلك، وشهد صفر من عام 527هـ عدة اشتبكات بين الطرفين، وقع أحدها بالقرب من قنسرين، أثر قيام بلدوين بيت المقدس بمحاولة للهجوم على أطراف حلب، حيث تصدى له سوار، وجماعة من جنده، وأسفر القتال عن هزيمة المسلمين وإنسحابهم إلى حلب، إلا أن قائدهم الشجاع ما لبث أن خرج بهم ثانية ووقع على طائفة منهم فأوقع بهم وأكثر القتل والأسر، وانهزم من سلم منهم إلى بلادهم وعاد إلى حلب حاملاً معه رؤوس القتلى والأسرى وكان يوماً مشهوداً (?)، ولم تمض سوى أيام قلائل حتى قام صليبيو الرها بمحاولة جديدة للاغارة على أعمال حلب، فخرج إليهم سوار يصحبه الأمير حسان البعلبكي أمير منبج، وأوقع بهم على حين غرة، وتمكن من إبادة عدد كبير منهم، وأسر الباقين، ثم قفل عائداً إلى حلب دون أن يصاب أحد من جنده بأذى (?) وفي جمادي الآخرة من نفس العام قام سوار على رأس قوة من الفرسان بالأغارة على تل باشر، فتصدى له صليبيو ذلك الموقع، إلا أنه تمكن من هزيمتهم، وحصد رؤوس ألف رجل، حملها معه إلى حلب (?).
وفي ربيع الأول من العام التالي سار صاحب موقع القدموس الصليبي إلى قنسرين، على رأس قوة من فرسان أنطاكية، فلقيهم عسكر حلب بقيادة سوار وأسفر القتال عن انتصار الصليبيين واضطر قائد زنكي إلى مصالحتهم، إلا أنه ما لبث أن باغت إحدى سرياهم بهجوم سريع وتمكن من قتل معظم أفرادها، ثم قفل عائداً إلى حلب: فسر الناس بذلك بعد مساءتهم. ولم يمض سوى وقت قصير حتى أغار فرسان الرها على أطراف حلب الشمالية في طريقهم إلى إحدى المعسكرات الصليبية فأوقع بهم سوار وحليفه أمير منبج، وأباد عدداً كبير منهم، بينما وقع معظم الباقين في الأسر (?)،