الهجرة رأس المتقين وكبير المثبتين حتى قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك عن نافع عن ابن عمر. من السابعة مات سنة تسع وسبعين أي بعد المائة وكان مولده سنة ثلاث وتسعين وقال الواقدي بلغ تسعين سنة ورمز لكونه من رجال الجماعة، ونقل في تهذيب التهذيب الكثير من ثناء الأئمة عليه، ومن ذلك قول ابن عيينة: ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم، وقول الشافعي: مالك حجة الله على خلقه بعد التابعين. وقول النسائي: ما عندي بعد التابعين أنبل من مالك ولا أجل منه ولا أوثق ولا آمن على الحديث منه ولا أقل رواية عن الضعفاء، ما علمناه حدث عن متروك إلا عبد الكريم وقول ابن حبان في الثقات: كان مالك أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروى إلا ما صح، ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك وبه تخرج الشافعي. وقول ابن مهدى: ما رأيت رجلا أعقل من مالك، ثم قال في ختام ترجمته: ومناقبه كثيرة جداً لا يحتمل هذا المختصر استيعابها وقد أفردت بالتصنيف. وقال الذهبي في العبر: قال معن القزاز وجماعة: حملت بمالك أمه ثلاث سنين، وقال: قال ابن عيينة وبلغه موت مالك: ما ترك على ظهر الأرض مثله، وترجم له في تذكرة الحفاظ وقال: قد كنت أفردت ترجمة مالك في جزء وطولتها في تاريخي الكبير، اهـ.
الثالث: نافع مولى عبد الله بن عمر قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: نافع أبو عبد الله المدني مولى ابن عمر ثقة ثبت فقيه مشهور من الثالثة مات سنة سبع عشر ومائة أو بعد ذلك ورمز لكونه من رجال الجماعة، وقال في تهذيب التهذيب: نافع الفقيه مولى ابن عمر أبو عبد الله المدني أصابه ابن عمر في بعض مغازيه، ونقل توثيق الأئمة له وثناءهم عليه، ومن ذلك قول البخاري: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر. وقول مالك: كنت إذا سمعت من نافع يحدث عن ابن عمر لا أبالى أن لا أسمعه من غديره. وقول الخليلي: نافع من أئمة التابعين بالمدينة إمام في العلم متفق عليه صحيح