كل من علق علي خشبة»، أم تقولون: كان هو المدبر لها في تلك الحال، فكيف وقد مات ودفن؟
ما الذي دلّكم على إلهية المسيح؟
* إن قلتم: إنما استدللنا على كونه إلهاً، بأنه لم يولد من البشر، ولو كان مخلوقا لكان مولوداً من البشر، فإن كان هذا الاستدلال صحيحاً، فآدم إله المسيح، وهو أحق بأن يكون إلهاً منه، لأنه لا أم له، ولا أب، والمسيح له أم، وحواء أيضاً اجعلوها إلهاً خامساً، لأنها لا أم لها، وهي أعجب من خلق المسيح؟!! والله سبحانه قد نوَّع خلق آدم وبنيه، إظهاراً لقدرته، وأنه يفعل ما يشاء، فخلَق آدم لا من ذكر، ولا من أنثى، وخلَق زوجه حواء من ذكر لا من أنثى، وخلَق عبده المسيح من أنثى لا من ذكر، وخلَق سائر النوع من ذكر وأنثى.
* وإن قلتم: استدللنا على كونه إلها، بأنه أحيا الموتى، ولا يحييهم إلا الله، فاجعلوا موسى إلها آخر، فإنه أتى من ذلك بشيء، لم يأت المسيح بنظيره، ولا ما يقاربه، وهو جعل الخشبة حيوانا عظيما ثعبانا، فهذا أبلغ وأعجب من إعادة الحياة إلى جسم كانت فيه أولا، فإن قلتم: هذا غير إحياء الموتى، فهذا اليسع النبي أتى بإحياء الموتى، وأنتم تقرون بذلك، وكذلك إيليا النبي أيضاً أحيا صبيا