منهم، قال: ((يا سالم أما إنهم كانوا يصومون ويصلون))، وفي حديث آخر: ((كانوا يأخذون وهنا من الليل، ولكنهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام))، وفي رواية من طريق آخر: ((شيء من الدنيا وثبوا عليه، فأدحض الله عز وجل أعمالهم)) (?) فقال مالك بن دينار (?): هذا والله النفاق، فأخذ المعلى بن زياد (?) بلحيته فقال: صدقت والله (يا أبا الخير) (?)، والله يا ولي لو رأيتهم في صلاتهم ينقرونها، وفي صفوفهم لا يقيمونها، يجعل أحدهم بينه وبين صاحبه قدر ما يدخل فيه ألف شيطان، ثم إذا جئت تسد ذلك الخلل، تراهم قد قطبوا وجوههم، فإن غفلت ووطئت سجادة أحدهم، لكمك لكمة حيثما جاءت منك، وقد يكون فيها حتفك، وهذه وأشباهها هي الطريقة التي أهل زمانك عليها، ويرحم الله القشيري حيث أدرك من تحلى بحلية القوم في ظاهره، وتعرى عنهم في باطنه، فأنشد:
أما الخيام فإنها كخيامهم ... وأرى نساء الحي غير نسائها
هذا قد اشترك معهم في زيهم الظاهر، فأما اليوم فلا خيام ولا نساء.
ثم قال: بإجماع من القوم أن الموت الأحمر (?) عندهم طرح الرقاع