........................................................................

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قلت: وروايته هذه شاذة؛ فإن الحديث حديث زائدة عن منصور هو حفظه وأقام إسناده، وروايته أصح رواية وأحسنها؛ كما قال الترمذي والدارقطني.

وخالف الربيعَ بن خثيم أبو قيس عبدُ الرحمن بن ثروان؛ فرواه عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري به مرفوعًا. فجعله من مسند أبي مسعود البدري - رضي الله عنه - وأسقط عبد الرحمن بن أبي ليلى وامرأة من الأنصار: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة، (427/ 693)، وابن ماجه (2/ 1245/ 3789)، والطيالسي في "مسنده" (86)، وأحمد (4/ 122)، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 267)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 137)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (184 - 185/ 256 و 258)، ومسدد في "مسنده"؛ كما في "مصباح الزجاجة" (2/ 259)، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 250 - 251/ 1214 و 1215 و 1216)، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/ 224 - 225/ 706 و 707 و 708 و 709)، و"المعجم الأوسط" (5/ 129 - 130/ 5999)، و"المعجم الصغير" (2/ 37)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (4/ 2150/ 5403)، و"حلية الأولياء" (4/ 154)، و"أخبار أصبهان" (2/ 11 و 35)، والخطيب البغدادي في "حديث السَّتة من التابعين" (24 و 25 و 26 و 27 و 28)، و"تاريخ بغداد" (13/ 219) بطرق عن أبي قيس به.

قلت: ورواية أبي قيس هذه شاذة بلا ريب؛ لمخالفتها رواية الربيع بن خثيم السابقة، والربيع هذا؛ "ثقة عابد مخضرم، قال له ابن مسعود: لو رآك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأحبك"؛ كما في "التقريب" (1/ 244).

أما أبو قيس؛ فمتكلم فيه:

قال الإمام أحمد: "يخالف في أحاديثه". انظر؛ "العلل" لابنه عبد الله (1/ 135)، و"الجرح والتعديل" (5/ 218/ 1028).

وقال أبو حاتم الرازي: "ليس بقوي، وهو قليل الحديث وليس بحافظ"، قيل له: كيف حديثه؟ قال: "صالح، هو ليّن الحديث".

وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" (1/ 475): "صدوق ربما خالف".

قلت: فحديثه حسن الحديث ما لم يخالف، أما إذا خالف فروايته مردودة لا يحتج بها؛ كما هو الحال هنا، فقد خالف من هو أوثق منه بكثير وهو الربيع بن خثيم فالقول قوله. وقد كان يحيى بن معين يُنكر هذا الحديث على أبي قيس؛ كما في "التاريخ الكبير" (3/ 137).

ومن هنا تعلم أن قول البوصيري: "إسناده صحيح؛ رجاله ثقات" فيه قصور ظاهر.

تنبيه: روى حديث أبي قيس السابق الثوري وشعبة ومسعر بن كدام في آخرين. ورواه عن الثوري أثبت الناس فيه وهم: وكيع، وأبو نعيم الفضل بن دكين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015