عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيعجز أحدكم أن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

معاوية بن عمرو، والخطيب البغدادي في "جزئه" (40 - 41/ 9) من طريق يحيى بن أبي بكير، وأبو نعيم الأصبهاني (2/ 117 و 4/ 154) من طريق أبي حذيفة خمستهم عن زائدة بن قدامة -وهو ثقة ثبت صاحب سُنّة- عن منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم به.

قلت: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات أثبات.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدًا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة".

وقد وقع في هذه الطريق اختلاف بسيط غير مؤثر وهاك بيانه، فقد أخرجه الترمذي والنسائي؛ كما تقدم، كلاهما عن محمَّد بن بشار -بندار- عن عبد الرحمن بن مهدي به. وخالفهما محمَّد بن إسماعيل البُصلاني؛ فرواه عن محمَّد بن بشار به موقوفًا.

أخرجه الخطيب في "جزئه" (7/ 39).

قلت: ومحمد بن إسماعيل هذا ثقة، لكن خالفه من هو أوثق منه بكثير وهما الإمامان الحافظان الترمذي والنسائي فرفعاه ولا شك أن روايتهما أصح؛ لأنهما أوثق، ولأن الرفع زيادة يجب قبولها، وقد جاء كذلك في سائر طرق الحديث.

ووقع فيه اختلاف آخرة فأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (184/ 255) -ومن طريقه الخطيب في "جزئه" (40/ 8) - عن ابن أبي شيبة عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة به لكن بإسقاط الربيع بن خثيم.

قلت: وهذه الرواية شاذة بلا شك؛ فقد رواه ابن أبي شيبة نفسه في "المسند"، عن حسين الجعفي بإثبات الربيع بن خثيم، وتابعه: عبد بن حميد وإسحاق بن بهلول وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، وهؤلاء كلهم أثبتوا الربيع بن خثيم في سنده، على أنه جاء في سائر الطرق بإثباته.

قلت: ولم يتفرد زائدة بن قدامة به، بل تابعه عليه ثقتان آخران:

الأول: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: أخرجه الدارمي في "سننه" (10/ 549/ 3702 - "فتح المنان"): ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل به.

الثاني: الفضيل بن عياض، لكن اختلف عليه في سنده؛ فأخرجه الخطيب البغدادي في "جزئه" (41 - 42/ 10) من طريق محمَّد بن الفضل عن سويد بن سعيد عن فضيل بن عياض به مثل رواية زائدة.

وسويد هذا صدوق في نفسه؛ إلا أنه عمي؛ فصار يتلقن ما ليس من حديثه، كما في "التقريب".

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (424/ 682)، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/ 167/ 4028) بطرق عن فضيل بن عياض به إلا أنهم قدموا في إسناده وأخروا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015