سورة الواقعة (في) (?) كل ليلة؛ لم تصبه فاقة أبدًا".

ـــــــــــــــــــــــــــــ

في "الجرح والتعديل" (4/ 378)، وابن حبان في "الثقات" (4/ 368) -لكن قال: شجاع أبو طيبة! وسيأتي الرد عليه-، والحافظ نفسه؛ كما سيأتي في بحث له تراجع أخيرًا عن هذا الذي جزم به آنفًا.

وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/ 139 - 140) -في ترجمة شجاع-: "وقد قيل فيه: شجاع أبو طيبة؛ كذا ذكره ابن حبان في "الثقات"، وهو خطأ. وقال: يَروي عن ابن عمر، روى عنه السري بن يحيى.

وأما ابن أبي حاتم؛ فقال: شجاع عن -في "الأصل": بن وهو خطأ- أبي طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان بن دينار.

قلت: وهو تخليط!!؛ فإن الجرجاني ما أدرك ابن مسعود ولا أصحاب ابن مسعود، والصواب: أن هذا هو أبو شجاع سعيد بن يزيد المصري الذي روى عنه الليث بن سعد؛ فقد روى ابن وهب حديثًا في "جامعه" عن السري بن يحيى عن أبي شجاع! عن أبي ظبية عن ابن مسعود - رضي الله عنه - يعني: حديثنا هذا-" أ. هـ كلامه.

وقال أيضًا في (6/ 60): "والذي يخطر لي بعد البحث الشديد: أنه أبو شجاع سعيد بن يزيد شيخ الليث بن سعد" أ. هـ.

وقال في "نتائج الأفكار" (ق 246/ ب): "وهو الذي ترجح عندي بعد البحث الشديد".

لكنه بعد هذا البحث الشديد تراجع عن الذي خطر له وترجح عنده في نفس

الكتاب بعد صفحتين مباشرة فقال (6/ 62): "وأما ابن أبي حاتم، فقال: شجاع عن أبي طيبة الجرجاني عيسى بن سليمان بن دينار، فتقدم ذكره في هذا الكتاب [(3/ 140)] وقد استنكرت ما جزم به ابن أبي حاتم فيما تقدّم في ترجمة شجاع في "الأسماء" [(3/ 140)] ثم ظهر لي أنه الأرجح؛ لما ذكرته هنا" أ. هـ.

وقال في "نتائج الأفكار": "واختلفوا في ضبط شيخه -يعني: شجاعًا-؛ فعند الأكثر بفتح الطاء المهملة وسكون الياء التحتية وبعدها موحدة مفتوحة، وضبطه البيهقي بالمعجمة وتقديم الموحدة. والأول هو المعتمد وهو عيسى بن سليمان الجرجاني".

قلت: ولذلك أعله بالانقطاع بين أبي طيبة وابن مسعود.

وخلاصة هذا البحث: أن الصواب فيه هو السري بن يحيى عن شجاع عن أبي طيبة عن ابن مسعود وهي رواية الحارث بن أبي أسامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015