مجذوم (?)؛ فوضعها معه في القصعة؛ فقال: "كُلْ بسم الله، ثقةً باللهِ، وتوكلًا عليه".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
282/ 1144): "وحديث شعبة وصله العقيليُّ من طريق سعيد بن منصور قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد قال: حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد قال: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: "كان سلمان يعمل بيديه، ثم يشتري طعامًا، ثم يبعث إلى المجذومين فيأكلون معه".
قلت (الألباني): فجعل سلمان مكان ابن عمر، ولعله الصواب؛ فإن إسناده صحيح، وعبد الرحمن بن زياد هذا هو الرصاصي؛ قال أبو حاتم: "صدوق"، وقال أبو زُرعة: "لا بأس به"، وقال العقيلي [في "الضعفاء الكبير" (4/ 242)] عقب روايته: "هذا أصل الحديث، وهذه الزيادةُ أولى به؛ والمفضل ليس مشهورًا بالنقل، قال يحيى: ليس هو بذاك".
وقال ابن عدي: "ولم أر في حديثه أنكر من هذا الحديث، وباقي حديثه مستقيم".
وقال الذهبي في "الضعفاء": "مقارب الحديث، لا يحتج به. قاله الترمذي". وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف".
قلت (الألباني): فقول الحاكم: "حديث صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، مما لا يخفى بُعده عن الصواب، ونحوه قول المناوي في "التيسير": "إسناده حسن" مغترًا بما نقله في "الفيض" عن ابن حجر أنه قال: "حديث حسن! "" أ. هـ كلام شيخنا - رحمه الله - بطوله.
قلت: وهو كما قال.
وللحديث طريق أخرى: فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/ 281 و 4/ 1637) -ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/ 870/ 1457) - من طريق عبيد الله بن تمام، عن إسماعيل المكي، عن محمد بن المنكدر به.
قال ابن عدي في الموضع الأول: "إسماعيل هذا أحاديثه غير محفوظة؛ إلا أنه ممن يكتب حديثه".
وقال في الموضع الآخر: "وهذا قد رُوي من غير هذا الطريق عن محمد بن المنكدر، وعبيد الله في بعض ما يرويه مناكير".
وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء": "ضعفوه".
قلت: والحديث مخالف لقول النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: " ... وفِرَّ من المجذوم فرارك من الأسد". أخرجه البخاري في "صحيحه" (5707).