واستضافهم لوط، ولم يعلم قومه بهم، فدلت زوجة لوط قومها عليهم، فجاؤوا مسرعين، يريدون بهم الفاحشة، فدافعهم لوط، وحاورهم، فأبوا عليه، فضربهم جبريل بجناحه، فطمس أعينهم، وأذهب بصرها: (ولمَّا جاءت رسلنا لوطاً سِيءَ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيبٌ - وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السَّيِّئَاتِ قال يا قوم هؤلاء بناتي هُنَّ أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجلٌ رَّشِيدٌ - قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حقٍ وإنَّك لتعلم ما نريد - قال لو أنَّ لي بكم قوَّةً أو آوي إلى ركنٍ شديدٍ - قالوا يا لوط إنّا رسل ربك لن يصلوا إليك) [هود: 77-81] .
قال ابن كثير (?) : وذكروا أن جبريل - عليه السلام - خرج عليهم، فضرب وجوههم خفقة بطرف جناحه، فطمست أعينهم، حتى قيل غارت بالكلية، ولم يبق لها محل ولا أثر ... قال تعالى: (ولقد رَاوَدُوهُ عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر) [القمر: 37] .
وفي الصباح أهلكهم الله تعالى: (فلمَّا جاء أمرنا جعلنا عَالِيَهَا سافلها وأمطرنا عليها حجارةً من سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ - مسوَّمةٍ عند ربك وما هي من الظَّالمين ببعيدٍ) [هود: 82-83] قال ابن كثير في تفسيره: قال مجاهد: " أخذ جبريل قوم لوط من سرحهم ودورهم، حملهم بمواشيهم وأمتعتهم، ورفعهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم كفأها، وكان حملهم على خوافي جناحه الأيمن ". وذكر أقوالاً مقاربة لهذا القول، ولم يورد حديثاً يشهد لهذا.
3- لعن الكفرة:
قال تعالى: (كيف يهدي الله قوماً كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أنّ الرَّسول حقٌّ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظَّالمين - أولئك جَزَآؤُهُمْ أنَّ