ورأيت جبريل عليه السلام، فإذا أقرب من رأيت به شبهاً (دحية) وفي رواية: (دحية بن خليفة) (?) .
فهل هذا الشبه كائن بين صورة جبريل الحقيقية وصورة دحية الكلبي، أم هو بين الصورة التي يكون بها جبريل عندما يتمثل في صورة بشر؟ ! الأرجح هذا الأخير؛ لما سيأتي أن جبريل كان يتمثل في صورة دحية كثيراً.
رابعاً: تفاوتهم في الخلق والمقدار:
الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار، فبعض الملائكة له جناحان، وبعضهم له ثلاثة، وجبريل له ستمائة جناح، ولهم عند ربهم مقامات متفاوتة معلومة: (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ) [الصافات: 164] .
وقال في جبريل: (إنَّه لقول رسولٍ كريمٍ - ذي قوةٍ عند ذي العرش مكينٍ) [التكوير: 19-20] ؛ أي له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله.
وأفضل الملائكة هم الذين شهدوا معركة بدر، ففي صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع: أن جبريل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما تعدّون أهل بدر فيكم؟ قال: من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدراً من الملائكة) (?) .
خامساً: لا يوصفون بالذكورة والأنوثة:
من أسباب ضلال بني آدم في حديثهم عن عوالم الغيب أن بعضهم يحاول إخضاع هذه العوالم لمقاييسه البشرية الدنيوية، فنرى أحداً من هؤلاء يعجب في مقال له من أن جبريل كان يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثوان من توجيه سؤال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى جواب من الله، فكيف يأتي بهذه السرعة الخارقة، والضوء يحتاج إلى ملايين السنوات الضوئية؛ ليصل إلى بعض الكواكب القريبة من السماء.