أن يصل إليه - خلوا عنه.
وقال مجاهد: " ما من عبد إلا له ملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإنس والهوام، فما منها شيء يأتيه إلا قال له الملك وراءك، إلا شيء أذن الله فيه فيصيبه ".
وقال رجل لعلي بن أبي طالب: " إن نفراً من مراد يريدون قتلك، فقال (أي علي) : إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدّر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، إن الأجل جنّة حصينة " (?) .
والمعقبات المذكورة في آية الرعد هي المرادة بالآية الأخرى: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً حتَّى إذا جاء أحدكم الموت توفَّته رسلنا وهم لا يفرطون) [الأنعام: 61] ، فالحفظة الذين يرسلهم الله يحفظون العبد حتى يأتي أجله المقدر له.
المطلب الثالث
سفراء الله إلى رسله وأنبيائه
وقد أعلمنا الله أن جبريل يختص بهذه المهمة: (قل من كان عدوّاً لجبريل فإنَّه نزَّله على قلبك بإذن الله مصدّقاً لما بين يديه) [البقرة: 97] .
وقال: (نزل به الرُّوح الأمين - على قلبك لتكون من المنذرين) [الشعراء: 193-194] .
وقد يأتي بالوحي غير جبريل - وهذا قليل - كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فسلّم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي