وهو يحلق لحيته، ولا يأمرونه بإِطلاقها.
ثم هو يأكل أموال الناس بالباطل، وبالوعود الخادعة، ولا مورد له إلا من هذا الطريق الخبيث.
جاءني رجل بعدما عرف صلتي بهذا الوسيط، يشكو إليّ أنه خدعه، فأخذ منه ثلاثمائة ليرة سورية، وهو فقير، وفي أشد الحاجة إليها.
فألزمت الوسيط بردّها إليه، فاستجاب لذلك حرصاً منه ومن شياطينه على بقاء صلتي بهم.
والوسيط وأسرته تقوم حياتهم على الكذب في أكثر شؤونهم) .
الخاتمة:
وختم الشيخ أحمد عز الدين كلامه على هذه التجربة بقوله:
" حاولت هذه الأرواح بعدما انكشف لي أمرها أن تسلك معي مسلك التهديد، فلم يزلزل ذلك من قلبي شيئاً، والحمد لله.
وقد كنت كتبت في هذه المدة الطويلة مما حدثوني به ما ملأ دفترين كبيرين، جمعت فيهما أكثر ما حدثوني به.
ولما ظهر الباطل ظهوراً لا يحتمل التأويل، قطعت الصلة بهم، وحكمت عليهم بما حكمت، وأحرقت الدفترين اللذين امتلأا بالكذب والخداع.
فهذه الأرواح التي تدّعي أنها أرواح رجال من الصحابة والأولياء والصالحين، كلها شياطين، لا ينبغي لمؤمن عاقل أن ينخدع بها.
وجميع الصور التي اعتادها مستحضرو الأرواح كذب وباطل.
سواء في ذلك طريقة الوسيط التي ذكرتها وجربتها، وطريقة المنضدة والفناجين التي ذكرها لي بعض من جربها، ووصل إلى النتيجة التي وصلت إليها.
ومن عجيب الأمر أني قرأت بعد ذلك كتباً مؤلفةً في هذا الموضوع،