(صمغ يستعمل عطراً ودواء) أقول: حتى أغيب عن عقلي، وإذا باللادن في يدي أو في فمي، وأنا لا أدري من وضعه.
قال: وكنت أمشي وبين يدي عمود أسود عليه نور.
قال: فلما تاب هذا الشيخ، وصار يصلي ويصوم، ويجتنب المحارم، ذهب الكلب، وذهب التغيير، فلا يأتي باللادن ولا غيره.
ويحكى عن شيخ آخر كان له شياطين يرسلهم يصرعون بعض الناس، فيأتي أهل ذلك المصروع إلى الشيخ يطلبون إبراءَه، فيرسل إلى أتباعه، فيفارقون ذلك المصروع، ويعطون الشيخ دراهم كثيرة، وكان أحياناً تأتيه الجن بدراهم وطعام تسرقه من الناس، حتى إن بعض الناس كان له تين في كوارة، فيطلب الشيخ من شياطينه تيناً فيحضرونه له، فيطلب أصحاب الكوارة التين، فيجدونه قد ذهب.
ويذكر عن آخر أنه كان مشتغلاً بالعلم فجاءَته الشياطين وأغوته، وقالوا له: نحن نسقط عنك الصلاة، ونحضر لك ما تريد، فكانوا يأتونه بالحلوى، حتى حضر عند بعض الشيوخ العارفين بالسنة فاستتابه، وأعطى أهل الحلاوة ثمن حلاوتهم التي أكلها ذلك المفتون بالشيطان " (?) .
وبين شيخ الإسلام بعض طرق الشيطان في الإغواء، فقال (?) : " أنا أعرف من تخاطبه النباتات بما فيها من المنافع، وإنما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها، وأعرف من يخاطبهم الشجر والحجر، وتقول: هنيئاً لك يا ولي الله، فيقرأ آية الكرسي فيذهب ذلك، وأعرف من يقصد صيد الطير، فتخاطبه العصافير وغيرها، وتقول: خذني حتى يأكلني الفقراء، ويكون الشيطان قد دخل فيها كما يدخل في الإنسان ويخاطبه بذلك.
ومنهم من يكون في البيت وهو مغلق، فيرى نفسه خارجه، وهو لم يفتح، وبالعكس،