تمثل الشياطين
أحياناً تأتي الشياطين لا بطريق الوسوسة؛ بل تتراءى له في صورة إنسان، وقد يسمع الصوت، ولا يرى الجسم، وقد تتشكل بصور غريبة ... وهي أحياناً تأتي الناس وتعرفهم بأنها من الجن، وفي بعض الأحيان تكذب في قولها، فتزعم أنها من الملائكة، وأحياناً تسمي نفسها برجال الغيب، أو تدعي أنها من عالم الأرواح....
وهي في كل ذلك تحدث بعض الناس، وتخبرهم بالكلام المباشر، أو بوساطة شخص منهم يسمى الوسيط، تتلبس وتتحدث على لسانه، وقد تكون الإجابة بوساطة الكتابة ...
وقد تقوم بأكثر من ذلك، فتحمل الإنسان، وتطير به في الهواء، وتنقله من مكان إلى مكان، وقد تأتي له بأشياء يطلبها، ولكنها لا تفعل هذا إلا بالضالين، الذين يكفرون بالله ربّ الأرض والسماوات، أو يفعلون المنكرات والموبقات....
وقد يتظاهر هؤلاء بالصلاح والتقوى، ولكنهم في حقيقة أمرهم من أضلّ الناس وأفسقهم، وقد ذكر القدامى والمحدثون من هذا شيئاً كثيراً، لا مجال لتكذيبه والطعن فيه؛ لبلوغه مبلغ التواتر.
فمن ذلك ما ذكره ابن تيمية عن الحلاج قال: " وكان صاحب سيمياء وشياطين تخدمه أحياناً، كانوا معه (بعض أتباعه) على جبل أبي قبيس، فطلبوا منه حلاوة، فذهب إلى مكان قريب، وجاء بصحن حلوى، فكشفوا الأمر فوجدوا ذلك قد سرق من دكان حلاوي باليمن، حمله شيطان تلك البقعة ".