الإنسان من صلصالٍ من حَمَإٍ مَّسنونٍ - والجآنَّ خلقناه من قبل من نَّار السَّموم) [الحجر: 26-27] ، فقد نصّ في الآية أن الجان مخلوق قبل الإنسان. ويرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفي عام، وهذا لا دليل عليه من كتاب ولا سنّة.
المطلب الثالث
صفة خلقة الجن
نحن لا نعرف من خلقتهم وصورهم وحواسهم إلا ما عرفنا الله منها، فنعلم أن لهم قلوباً قال تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنَّم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ) [الأعراف: 179] .
فقد صرح - تبارك وتعالى - بأن للجن قلوباً، وأعيناً وآذاناً، وللشيطان صوتاً، لقوله تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك) [الإسراء: 64] . وثبت في الأحاديث أن للشيطان لساناً، وأن الجان يأكلون، ويشربون، ويضحكون، وغير ذلك مما تجده مبثوثاً في هذا الكتاب.
المطلب الرابع
أسماء الجن في لغة العرب وأصنافهم
قال ابن عبد البر: " الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان على مراتب:
1- فإذا ذكروا الجن خالصاً قالوا: جنّي.
2- فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس، قالوا: عامر، والجمع: عمّار.
3- فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا: أرواح.
4- فإن خبث وتعرض، قالوا: شيطان.
5- فإن زاد على ذلك، فهو مارد.
6- فإن زاد على ذلك وقوي أمره، قالوا: عفريت، والجمع: عفاريت " (?) .
وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنّ (الجن ثلاثة أصناف: فصنف يطير في الهواء، وصنف حيّات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون) . رواه الطبراني، والحاكم، والبيهقي في الأسماء والصفات، بإسناد صحيح (?) .
إثبات وجود الجن
المطلب الأول
لا مجال للتكذيب بعالم الجن
أنكرت قلة من الناس وجود الجنّ إنكاراً كلياً، وزعم بعض المشركين: أن المراد بالجن أرواح الكواكب (?) .
وزعمت طائفة من الفلاسفة: أن المراد بالجن نوازع الشر في النفس الإنسانية وقواها الخبيثة، كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيها (?) .