ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربة أو أكثر أو أقل، بحيث لو كان على الإنسي لقتله، وإنما هو على الجني، والجني يصيح ويصرخ، ويحدث الحاضرين بأمور متعددة، ويذكر ابن تيمية أنه فعل هذا وجربه مرات كثيرة، يطول وصفها.

أقول: وقد يستغل الضرب فيمن يظن أن فيه صرع وهو ليس كذلك، فيكون فيه هلاك المضروب، ولذلك ينبغي تجنبِه.

الاستعانة على الجان بالذكر وقراءَة القرآن:

وخير ما يستعان به على الجني الذي يصرع الإنسان ذكر الله وقراءَة القرآن، ومن أعظم ذلك قراءَة آية الكرسي، (فإن من قرأها لا يزال عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح) . كما صح الحديث بذلك.

يقول ابن تيمية (?) : " ومع هذا فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرة أن لها من التأثير في دفع الشياطين وإبطال أحوالهم ما لا ينضبط من كثرته وقوته، فإن لها تأثيراً عظيماً في دفع الشياطين عن نفس الإنسان وعن المصروع، وعمن تعينه الشياطين، مثل أهل الظلم والغضب، وأهل الشهوة والطرب، وأرباب سماع المكاء والتصدية، إذا قرئت عليهم بصدق، دفعت الشياطين، إذ كانت الشياطين يوحون إلى أوليائهم بأمور يظنها الجهال من كرامات أولياء الله المتقين، وإنما هي من تلبيسات الشياطين على أوليائهم المغضوب عليهم والضالين ".

طرد الرسول صلى الله عليه وسلم للجن من بدن المصروع:

فعل ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة، فعن أم أبان بنت الوازع بن زارع ابن عامر العبدي، عن أبيها، أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق معه بابن له مجنون، أو ابن أخت له.

قال جدي: فلما قدمنا على رسول الله قلت: إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015