وما رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر" "1"، فنَقَلُوا ذلك إلى القصص وما يحتوي عليه اليوم مجلس القاص من الشطح والطامات.
ومن تشاغل في وعظه بذكر قصص الأولين، فليعلم أن أكثر ما يُحْكى في ذلك لا يثبت، كما ينقلون أن يوسف عليه السلام حل تِكَّتَهُ"2"، وأنه رأى يعقوب عاضاً على يده، وأن داود جهّز "أُوريا" حتى قتل، فمثل هذا يضر سماعه.
وأما الشطح والطامات، فمن أَشدِّ ما يُؤذي العوامَّ، لأنها تشتمل على ذكر المحبة والوصال وأَلَمِ الفراق، وعامةُ الحاضرين أجلاف، بواطنهم محشُوَّةٌ بالشهوات وحُبِّ الصُّوَرِ، فلا يُحَرِّك ذلك من قلوبهم إلا ما هو مستكِنٌّ في نفوسهم، فيشتعل فيها نارُ الشهوات، فيصيحون، وكل ذلك فساد.
وربما احتوى الشطح على الدعاوى العريضة في محبة الله تعالى، وفي هذا ضرر عظيم. وقد تَرَكَ جماعة من الفلاحين فلاحتهم، وأظهروا مثل هذه الدعاوى.
- اللفظ الخامس: الحكمة. والحكمة: العلم والعمل به.
قال ابن قتيبة: لا يكون الرجل حكيماً حتى يجمع العلم والعمل، وقد صار هذا الاسم يطلق في هذا الزمان على الطبيب والمنجم"""3".