- واعلمْ أن الرياء يكون بالبدن: وذلك بإظهار النُّحول والاصفرار؛ ليوهم بذلك شدة الاجتهاد والحزن على أمر الدين وخوف الآخرة، وليدل بالنحول على قلة الأكل، وبتشعّث الشعر ودَرَن الثوب يوهم أنّ همه بالدين ألهاه عن ذلك، وأنواع هذا واسعة، وهو لِيُرى أنه من أهل الدين.
- ويكون في القول: بالوعظ في المواقف، وبذكر حكايات الصالحين؛ ليدل على عنايته بأخبار السلف، وتبحره في العلم، ويتأسف على مقارفة الناس للمعاصي، والتأوّه مِن ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحضرة الناس.
- والرياء بالقول لا تنحصر أبوابه، وقد تكون المراءاة بالأصحاب والأتباع والتلاميذ؛ فيقال: فلان متبوعٌ قدوةٌ.
والرياء بابٌ واسع.