فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به واتّباعه منها إلى الطعام والشراب؛ فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا، وذاك إذا فات حصل العذاب!
فحقٌ على كل أحدٍ بذْل جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به وطاعته، إذْ هذا طريق النجاة من العذاب الأليم، والسعادةِ في دار النعيم.
والطريقُ إلى ذلك الرواية والنقل؛ إذْ لا يكفي مجرّد العقل.
بل كما أن نور العين لا يَرى إلا مع ظهورِ نورٍ قدّامه، فكذلك نور العقل لا يهتدِي إلا إذا طلعتْ عليه شمس الرسالة!.
فلهذا كان تبليغ الدين من أعظم فرائض الإسلام، وكان معرفة ما أمر اللهُ به ورسولُهُ واجباً على جميع الأنام"""1".