ومن الأمثلة على هذا -الدالة على عدم الفقه- ما يُعْنى به بعض المسلمين اليوم من تحريم العمل الجماعي في الدعوة إلى الله تعالى مطلقاً، أو الانضمام إلى جماعة إسلامية تعمل وفق الكتاب والسّنَّة في الدعوة إلى هذا الدين مطلقاً.

ومِن الأمثلة، كذلك: تحريم السرية مطلقاً في الدعوة إلى الله تعالى، بغضّ النظر عن الظروف المكانية والزمانية وأحوال البلدان المختلفة، ثم ترى هذا يوقِف جهوده، وحبه وبغضه، وولاءه وعداءه على أساس هذه القضية أو تلك، أو هذا الرأي أو ذاك"1".

ويتجاوز بهذا المسلك النصوص الشرعية، ويتجاوز ظروف الناس المختلفة في أنحاء الأرض، ويتجاوز تفاوتَ موقفهم من الإسلام: من كفرٍ ومحارَبةٍ له ولأهله، أو إيمانٍ به وسعيٍ في سبيله، ويتجاوز بهذا المسلك الغاية من إيجاب الدعوة إلى الله تعالى، والهدف الأساس الذي جاء به هذا الدين، وهو إخراج الناس من عبادة المخلوقين إلى عبادة الخالق سبحانه، وليس هو السعي في سبيل هذه المسالك المتعصبة، ولو باسم الدين أو الدعوة، سواءٌ أكان بالتعصب ضدها باسم الدين-والدين لا يُقرُّ ذلك-أم بالتعصب لها باسم الدين وتصويرِ أنه لا يصح للمرء دِينه إلا بالانضمام إلى جماعةٍ من جماعات الدعوة-والدين لا يُقِرُّ ذلك الفهم والتعصب أيضاً-حتى لو كانت تلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015